في ظل التغير السريع الذي يواجهه عالم الأعمال ومع ثورة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، يواجه مواليد الألفية الثانية أو “جيل زد” العديد من التحديات في سوق العمل نتيجة ما ذكرته في البداية والتغير الذي نشهده. فمن ناحية، يتمتع هذا الجيل بمهارات تقنية قوية لا يمكن إنكاره وهو ما يحتاجه العالم ويتطلبه سوق العمل، ولكنه يفتقر في كثير من الأحيان إلى المهارات الشخصية ومهارات التواصل الإجتماعي االتي تأثرت بشكل كبير جراء جائحة كوفيد 19 وأنظمة التعليم وأنظمة العمل الهجين للموظفين،  علما بإنه العامل الأساسي الذي تبنى على أساسه بيئة العمل. من ناحية أخرى،  يواجه هذا  الجيل للأسف فشل وفجوة كبيرة في  نظام التعليم لإعدادهم بشكل كافٍ لهذه المهارات.

 

فقد نشأ هذا الجيل مع التكنولوجيا، وهم على دراية بأحدث الاتجاهات والتقنيات. و هو ما  يجعلهم في وضع جيد للنجاح في وظائف تتطلب مهارات تقنية قوية وهنا سأضرب لكم مثالا على ما أتحدث عنه، يتمتع جيل زد بمهارات قوية في استخدام برامج الكمبيوتر مثل إكسل وباوربوينت. كما أنهم على دراية بتطبيقات وأدوات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآل بالإضافة إلى لغة البرمجة وغيرها، لكن تجدهم يعانون من ضعف في مهارات التواصل الإجتماعي والتي التي يحتاجونها للنجاح في العمل وقد تكبدهم في خسارة بعض الفرص نتيجة عدم قدرتهم على التواصل الفعال، والقيادة، مما يعيق من قدرتهم على العمل مع الآخرين.

لكن كيف نصل إلى هذا الهدف؟

قد أشرت في البداية إلى الأسباب المسؤولة عن ضعف هذه المهارات لديهم  وأشرت إلى فشل نظام التعليم في إعدادهم بشكل كافٍ و إهمالهم في العمل على تنمية وصقل المهارات الشخصية التي يحتاجونها للنجاح في العمل. ونجد أن المدارس ركزت على تعليم المهارات الأكاديمية، وغالبًا ما أهملت تعليم المهارات العملية والإدارية ومهارات التواصل. وهو ما أدى إلى فجوة بين المهارات التي يحتاجها هذا الجيل للنجاح في العمل والمهارات التي تعلموها في المدرسة ليضعهم على المحك و أمام  عدة تحديات ويقلص من فرصهم  وصعوبة الحصول على وظائف أو يحيل من فرص تقدمهم في السلم الوظيفي.  بالرغم من الفرص الفريدة المتاحة لهم  نتيجة الوعي والمهارات التقنية بلغات البرمجة والذكاء الاصطناعي.

وهنا تأتي مسؤولية المؤسسات التعليمية والأكاديمية مداراس وجامعات والقائمين عليها ودورهم في العمل والتغلب على هذه التحديات  والتطوير من مهاراتهم الشخصية من خلال التركيز على الأنشطة المدرسية والمجتمعية و العمل على توفير وإيجاد البرامج التدريبية أو الدورات للموظفين الجدد.

بمنظوري الشخصي أعتقد أن هذا  الجيل لديه القدرة و المهارات التقنية والذكاء الكافي الذي يمكنه من  النجاح في سوق العمل وهو  ما يتطلب منا جش طاقتنا وحشدها في التركيز على تنمية هذه المهارات وتعزيزها  لتجسيد رؤية متكاملة تربط بين النظريات  والممارسة العملية من أجل تحقيق أقصى قدر من إمكاناتهم.