فكّر خارج الصندوق، فكّر بطريقة استثنائية، ليكن تفكيرك مختلفًا عن غيرك لا يشبه أحد!

أصبحت هذه المصطلحات متداولة كثيرًا في جميع القطاعات، وبين أصحاب الأعمال والمدراء وحتى لدى الموظفين الذين يسعون للتغيير ولتحسين أوضاعهم الوظيفية ورفع مستوى دخلهم، وقد لا يدرك البعض أن التفكير المختلف الذي يطمحون لتحقيقه يندرج تحت مُسمّى ريادة الأعمال! ببساطة، يمكننا تعريف ريادة الأعمال على أنّها إنشاء مشروع ذات مضمون يعتمد على أفكار مبتكرة ذات جدوى اقتصادية والعمل على تطوير وإدارة هذا المشروع حتى يصبح ذو دور فعّال في المجتمع.

ولأننا ندرك أهمية ريادة الأعمال وتأثيرها الإيجابي على المجتمع واقتصاد الدولة؛ أطلقنا مبادرة يلا عراق التي تهدف إلى دعم الشباب من خلال استثمار أفكارهم الريادية لإنشاء مشاريع خاصة تشمل فن إدارة هذا المشروع وتطويره ليواكب التغييرات السريعة التي يشهدها هذا العصر، حتى يصبح ذو دور فعّال في المجتمع ويساهم في تحسين اقتصاده.

ما يميّز ريادة الأعمال هو مساهمتها الفعّالة في خلق أسواق جديدة وتهيئة فرص عمل متجددة، حيث نلاحظ في حالات كثيرة أنّ عند نشوء شركة ريادية جديدة تبدأ ظاهرة تقليدها فتنشأ شركات عديدة مشابهة، وقد ينتقد البعض هذه الظاهرة، ولكن ما لا يدركونه أنّ هذه الشركات تحمل بين خططها وأهدافها فكرة ريادية مختلفة تميزها عن الشركة الأم حتّى لو تشابهت معها في المضمون وهي تعتبر ميزة تنافسية، وفي كل مرة تتولّد وتنشأ مثل هذه الشركات الريادية سيزداد التنافس بينهم؛ بالتالي ستحتاج إلى المزيد من الأفكار والأيدي العاملة لتطويرها، مما سيساهم في رفع مستوى دخل الفرد بسبب فرص العمل التي تخلقها لتلائم أهداف استمرارية الشركات، وبالتالي يتحسن المستوى المعيشي في المجتمع وسيتم تعزيز وضع المجتمع على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فعلى جانب الصعيد الاجتماعي سيصل أفراد المجتمع إلى نقطة الاكتفاء الذاتي، وستقل الهوة الفئوية بين أفراد المجتمع وتتقارب المستويات الاجتماعية بشكل أكبر، ممّا سيكون له أكبر الأثر في التعاون والتشارك بينهم للحفاظ على ما وصلوا إليه واستمرار بناء المجتمع نحو الأفضل.

ومن الجانب الاقتصادي؛ فإن نجاح الشركات الريادية سيساهم في في تحسين اقتصاد الدولة وذلك من خلال جذب الاستثمارات والمستثمرين إلى الدولة وتنشيط حركة التبادل التجاري مع دول العالم، مما سينعكس على وضع الدولة المالي والاقتصادي بشكل إيجابي.

( إن القطاع الريادي له دور مهم جدًا في تزويد سوق العمل بأفكار مبتكرة وأعمال جديدة تساهم في تطويره ونموه، ومن واجبنا أن نستمر بدعم الشباب وإطلاق المبادرات التي تصب في مصلحتنا كأفراد مجتمع وفي مصلحة الوطن.) د. احمد الجبوري